کد مطلب:71223 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:296

التدخل الإلهی











ثم جاء التهدید الإلهی لهم، فحسم الموقف، وأبرم الأمر، وظهر لهم أنهم عاجزون عن الوقوف فی وجه إرادة الله، القاضیة بلزوم إقامة الحجة علی الناس كافة، بالأسلوب الذی یریده الله ویرتضیه. وأدركوا: أن استمرارهم فی المواجهة السافرة قد یؤدی

[صفحه 81]

بهم إلی حرب حقیقیة، مع الله ورسوله، وبصورة علنیة ومكشوفة.

فلم یكن لهم بد من الرضوخ، والانصیاع، لا سیما بعد أن أفهمهم الله سبحانه: أنه یعتبر عدم إبلاغ هذا الأمر بمثابة عدم إبلاغ أصل الدین، وأساس الرسالة، وأن معارضتهم لهذا الإبلاغ، تجعلهم فی جملة أهل الكفر، المحاربین، الذین یحتاج الرسول إلی العصمة الإلهیة منهم.

وهذه الأمور الثلاثة قد تضمنتها الآیة الكریمة التی حددت السیاسة الإلهیة تجاههم:

{وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ والله یَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ الله لا یَهْدِی القَوْمَ الكَافِرِینَ}[1] .

والتركیز علی هذه الأمور الثلاثة معناه: أن القرار الإلهی هو أنه تعالی سوف یعتبر عدم تبلیغ هذا الأمر للناس بصورة علنیة أنه عودة إلی نقطة الصفر، وخوض حروب فی مستوی بدر، وأحد والخندق، وسواها من الحروب التی خاضها المسلمون ضد المشركین، من أجل تثبیت أساس الدین وإبلاغه.

ومن الواضح لهم:

أن ذلك سوف ینتهی بهزیمتهم وفضیحتهم، وضیاع كل الفرص، وتلاشی جمیع الآمال فی حصولهم علی امتیاز یذكر، أو بدونه، حیث تكون الكارثة بانتظارهم، حیث البلاء المبرم، والهلاك والفناء المحتّم.

فآثروا الرضوخ ـ مؤقتاً ـ إلی الأمر الواقع، والانحناء أمام العاصفة، فی سیاسة غادرة وماكرة.. ولزمتهم الحجة، بالبیعة التی أخذت منهم له [علیه السلام] فی یوم الغدیر. وقامت الحجة بذلك علی الأمة بأسرها أیضاً.

[صفحه 82]

ولم یكن المطلوب أكثر من ذلك. وكان ذلك قبل استشهاده صلی الله علیه وآله بسبعین یوماً..



صفحه 81، 82.





    1. الآیة 67 من سورة المائدة.